السبت، 30 أكتوبر 2010

علمونا فنَّ الصمت !


مما أعجَبني:


بداية لابد منها : عندما فقد الكلام معناه ..صادروا منا الصمت
وعندما وجد للكلام معنى علمونا فن الصمت .
اختارت روما أن تمتشق المساحات.. و ارتدت قميص غبنها الذي يطرز الفصول باللعنة والدجل واحتضنت الخطوات لتخبئ في جيوب أزقتها مطويات خرائط ضالة , وعبأت أجفانها من بقايا الاختلاس , ولكن الأقدام لم تترك لها سوى طرطقة خطوات آفلة وثمة جدران مائلة وضوء توقف نبضه متزامنا مع رمق مصباح صدئ ..هي تلك روما ..ولكن مازال تقاطع دربها يعيق الحركة هنا أو هناك .. ما أسهل أن تشعل النار وما أصعب … نعود للتاريخ لنجد أن التاريخ لا يقيد الحريات ولكن لا يمكنك أن تتجاوز بخيالك حدوده , فأن الأماني لا تتوافق مع الماضي والعودة إلى الخلف أصعب من اجتياز ابعد نقطة في خيالك , لذا عندما مددت يدك إلى صرة كنت تركتها لزمن احتياطي مرهون بالقادم ففقدت أصابعك خاصية اللمس , لمس الحقيقة , فالحقائق ليست جمعيها محسوسة بل مدركة بحكم معطياتها وكل النظريات المسبقة التي استخدمتموها لتقلبوا الرأي العام على الرصيف الآخر كان للرصيف الآخر حساب غير قابل للتأثر وقد احترق جلده بـ الوقاية لأنها خير من ألف رداء وهل يستر الثوب ثقوب القلب؟ كذلك لن يجدي تجييش الشعب و الباحث عن ثمة فجوة لاستنشاق الهواء بوضع كمامات صنعت خصيصا لدعم الشكوك على أنوف تستحق التمتع بتنفس طبيعي ومازال الهواء حق من حقوق كل كائن حي ولن نشتري الهواء من احد ..إذن لماذا نقبل أن نكون جسرا ينقل بضاعة لا لنا فيها جمل ولا ناقة ..من مآسي شعوبنا أنهم ينتظرون الحلول الجاهزة من السماء من قال بأن المطر مهمته فقط ري الزرع ؟ هل سلطاتنا مسئولة عن تفكيرنا السلبي ؟ أم يجب أن نهذب احتياجاتنا لتتكيف مع المتوفر . لا جدال على أن الحلم , هو المتنفس الوحيد من ثقب الأمل و المتكئ اللا نهائي حتى تواري عيوننا الثرى فكيف بعقول تضاهي الشمس تكبو في المغيب ؟ سيبقى الحلم مدهونا بزيت الوفاء و الصبر حصاد على ابتلانا به المولى . و لا أملك الإجابات على كثير من التساؤلات التي غدت تداهمنا حتى في لحظات ترتحل الروح فيها عن الجسد وان حاولنا أن نتسلق سلالم الإدراك بقراءة الواقع والعودة إلى التاريخ بالرغم من أن الصدف ليس لها مكان في عالمنا المادي البحت إلا أن السؤال لا تعجزه الرياح ولا البراكين ..لكني أعلم جيدا بأن من يقاوم ويزين يديه بالأغلال ويسكن كنباتات تنبثق من الجدران بين القضبان لهو وحده من ينبئ الشمس بأن لغد قريب وجه أجمل وحينها ستشحذ الفرحة ابتسامة , مجرد ابتسامة من أشداقنا . نحن حائط يقبض على ظل غيره ومرايا تنبثق منها وجوه أخرى نحن أرصفة تساعد على رأب صدع دروب الغير ليستمر مسارهم إلى الأمام وتدحرنا خطواتهم , فتدوسنا أسراب النمل لأننا بكاء يوازن ضحكاتهم و طعام تستمد منه موائد الغير ما لذ وطاب نحن = صدمة ….وكذبة كبرى.




ليست هناك تعليقات: